نسيب حطيط للوقت الإستقالة عبوة سياسية سعودية تستهدف المقاومة

نسيب حطيط للوقت الإستقالة عبوة سياسية سعودية تستهدف المقاومة.. من هُزم طوال سبع سنوات لن يُكتب له النصر في لبنان
لوقت- بعد إعلان رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري استقالته من على منصة المملكة السعودية، في خطوة اعتبرها الكثيرون إساءة للبنان وسيادته، وبعد ردود الأفعال المستائة من طريقة الإستقالة وتوقيتها، أجرى موقع الوقت التحلیلي و الاخباري اتصالا هاتفيا مع المحلل السياسي الدكتور نسيب حطيط، للوقوف عند ما حدث و تحليل ابعاده ودلالاته. جاء في تفاصيله:

الوقت: ما الذي دفع الحريري لتقديم استقالته في الوقت الحالي؟

حطيط: "المقدمات التي قام بها السعوديون، عبر تغريدات أحد وزرائهم منذ اسبوعين، تؤشر أن هذا القرار ليس قرارا اتّخذه الرئيس الحريري، إنما قرار أرغم على أخذه عبر ضغط سعودي مباشر، وبالتالي إن السعودية قامت بعملية سياسية تحت عنوان "تفجير عبوّة مفخخة سياسيا" بالمقاومة والإستقرار اللبناني، ثأرا من المقاومة لما قامت به أثناء إجهاض المشروع الأمريكي – السعودي في المنطقة."

الوقت: ما تأثير وتبعات القرار الأخير على لبنان والمنطقة بشكل عام؟

حطيط: "بطبيعة الحال هناك مؤشرات مباشرة، فقد تم تعطيل العملية السياسية في لبنان، وستستتبع بتعطيل الإنتخابات النيابية، لكن الأهم من ذلك أنها ستخلق جوا مربكا من الناحية الأمنية والإجتماعية والإقتصادية والخطاب التصعيدي الذي يمكن أن يبدأ في الفترة الراهنة."

وتابع: "الخطر في استقالة الرئيس الحريري هو ما ورد فيها، أن الظروف تشبه ظروف اغتيال والده الرئيس رفيق الحريري، وإذا استرجعنا هذه الظروف لوجدنا أن اغتيال الحريري استتبع بعدوان تموز 2006، فهل المقصود بين هذه السطور أن هذه الإستقالة بضغط سعودي، لا بقرار داخلي لبناني، تندرج ضمن الحرب الأمريكية والسعودية المفتوحة على حزب الله في لبنان، واعتبارها وكأنها البلاغ رقم واحد في بدء هذه الحرب.

وأضاف: "لكن في لبنان ستقوم المقاومة وحلفائها باستيعاب هذه المفخّخة السياسية وعدم فتح المنافذ اللبنانية أمام التهوّر والإنفعال والإرباك السعودي، الذي يسعى لقطع رأس المقاومة في لبنان، بعدما عجز عنها في ساحات الميادين، في العراق وسوريا واليمن."

الوقت: قبل إجراء خطوة كهذه، ألم يفكّر الحريري ومن معه بمستقبل لبنان والمخاطر التي سيواجهها جرّاء أي تطوّرات مفاجئة؟!

حطيط: "الحريري الذي استقبل يوم أمس الدكتور ولايتي، في السرايا الحكومي لا يمكن أن يكون هو ذاته الحريري الذي أعلن الإستقالة اليوم واستعمل المصطلحات والمفردات التي كانت غريبة، على الأقل في العام الماضي، عن التصريح السياسي للرئيس الحريري."

وأردف قائلا: "يجب قراءة هذه الإستقالة على أن الكاتب سعودي، وهذا قرار المملكة السعودية، وألزم الرئيس الحريري من حيث الشكل والمضمون في الرياض أن يقرأه بضغط مباشر. وقد قال الحريري أنه لمس تهديدا على حياته، أعتقد أن هذا التهديد ليس في الساحة الداخلية اللبنانية، بل يجب التعاطي معه على أنه تهديد من الخارج."

الوقت: ما الخطوات التي ستُتّبع في الداخل اللبناني بعد قرار الإستقالة؟

حطيط: "كان هناك ردّ سريع للرئيس عون وفق لما قالت الأخبار، فقد طلب من الحكومة تصريف الأعمال، وهذا يعني أنه وافق على الإستقالة مباشرة، وهذا رد فعل مباشر ينبئ عن عدم الإرتياح لهذه الخطوة، لأن الإستقالة من الرياض من الناحية السيادية والكرامة الوطنية ليست في السياق الطبيعي، وهذا ما يوضع في خانة السياديين الآذاريين الذين كانوا يقولون أن إيران هي التي تتدخّل في لبنان، تبيّن بالمعطى العلني والحقيقي، وعلى شاشات التلفزة، أن السعودية هي رئيسة الحكومة في لبنان وبالتالي تتدخل بالتضامن مع تغريدات أحد وزرائها الذي هدد بأنه لا يعبّر في تغريداته عن موقف شخصي وإنما عن موقف الحكومة السعودية، وأن الآتي سيكون عظيما، تبيّن أن التدخّل في لبنان سعودي وليس إيراني."

وختم الدكتور نسيب حطيط كلامه قائلا: "أعتقد أنه بعد تحرير سوريا والعراق من داعش ومن المؤامرات الأمريكية و السعودية، يرى الآخرون، وبشكل أساسي أمريكا، أنهم لكي ينتصروا على إيران لا بد من هزيمة حزب الله في لبنان، هذا وفق معتقدهم، لكنني أعتقد أن من هُزم طوال سبع سنوات فيما سمّي بالرّبيع العربي لن يُكتب له النصر في لبنان، وستبقى المقاومة قادرة مع حلفائها المستجدّين، الذين سيقاتلون معها على مختلف الجبهات، على أن تصمد في وجه الحرب الأمريكية الجديدة."